أأ
ل
م
أألـــــــــم
لا أعتقد ان احد لا يعرف هذه الكلمة او لم يشعر بها مرة او ربما مرات عديدة خلال رحلة حياته.
الألم كلمة صغيرة مكونة من ثلاث حروف فقط لكنها تحمل كثير من المعانى لمن يتأملها جيدا و ربما تحمل الكثير من الخبرات السيئة لمن عانوا منها , فالشعور بالألم هو اكثر ما يخيفنا فى هذه الحياة و شعور الخوف هذا طبيعى لا نستطيع ان ننكره او نتجاهله فنحن كبشر نخشى الشعور بالألم و نود لو اننا نقضى حياتنا فى راحة و سعادة دائمة و لكننا نعلم ايضا ان هذا لن يتحقق الا بعد انتهاء رحلتنا فى البرية القاسية فقد اخبرنا الرب له المجد بوضوح تام فى كلمته المقدسة قائلا "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فى سلام. فى العالم سيكون فى ضيق . ولكن ثقوا نا قد غلبت العالم" (يوحنا 16 :33 ) ونعلم ايضا ان رحلتنا هنا ما هى الا رحلة قصيرة جدا مقارنة بالأبدية السعيدة التى سوف نقضيها مع الرب العظيم و ان رجاؤنا فى المسيح لا يتوقف فقط على معونته لنا هنا فى البرية بل يمتد ليصل الى حقيقة لقائنا معه فى السماء كما قال الرسول بولس فى رسالته لاهل كورنثوس " ان كان لنا فى هذه الحياة فقط رجاء فى المسيح فاننا اشقى جميع الناس و لكن الان قد قام المسيح من الاموات و صار باكورة الراقدين "
( 1 كو 15 : 20,19 )
ااذا تركنا روح الله يشبعنا بهذه الحقائق و يملؤنا بهذا الرجاء المبارك سنختبر حقا صلاح هذا الاله العظيم و امانته وسط اشد اوقات حياتنا الما و ستترتفع عيوننا من على الامنا لتنظر الى السماء و نجد انفسنا ننتظر و نتوقع بسكوت و رضا خلاص الله.
و الان اسمحوا لى ان اشارككم بتامل بسيط يدور حول حروف هذه الكلمة الثلاثة أ ل م :
أأ= الله يحبك
االله يحبك و يريد خيرك فى كل لحظة فهو الله محبة الذى ارسل ابنه وحيده الى الارض لكى يخلصك من الخطيه , لقد ارتضى ان يقدم ابنه الوحيد كفارة عن خطاياك لانه يحبك انت و لا يريدك ان تهلك ابدا " لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة ابدية" ( يوحنا 3 : 16 )
. فهل اجبت نداء محبته و اصبحت ابننا له؟ ام انك مازلت تعاند و ترفض حبه؟؟ انه يناديك بحب فهل تقبل و ترجع اليه؟
و ان كنت اخذت هذه الخطوة و رجعت اليه تائبا فتاكد انه قد قبلك ابنا له حتى و ان كانت حياتك لا تخلو من الالم تاكد انك ابنه و ان :
الله يحبك و يشعر بمشاعرك انه يفرح لفرحك و يحزن لحزنك و يتالم لالمك , انه يقدر ضيقك و متاعبك فهو قد تالم من قبلك .. نعم ذاق جميع انواع الالام الانسانية ليعينك فى بريتك و لم يكن هذا سوى حبا و اختيارا منه فقد اختار يسوع ان يذوق بنعمة الله الالم حتى الصليب لينقذك و يعينك وسط الامك لانه يحبك انت.
الله يحبك وقد يسمح هذا الاله المحب بحدوث بعض الالم فى حياتك , قد يضيق عليك نوعا ما ليس ليزعجك بل لانه يحبك و يريد ان ينقيك او ينبهك كما يؤدب الاب انه بحب او ليعطيك ثقل مجد ابدى بعد الالم الشديد او لانه يريدك ان تهدا و تنظر اليه وحده لانه اشتاق اليك و انت مشغول عنه بامور فانية فيسمح بالالم ليجعل كل وقتك له لتجلس معه و تعمق شركتك به تحكى له ما فى قلبك و تنصت لما يريد ان يخبرك به .
الله يحبك و قد يسمح بالالم فى حياتك ليعلمك ان تخضع و تسلم كل العمر و الحياة له بكل حب و طاعة و تثق فى صدق حبه لك و فى ان يديه التى جرحت لاجلك على الصليب لن تقدم لك الا كل الحب و الخير, لقد ادرك يوسف هذه الحقيقة الرائعة ادرك حب الله له و عنايته به فى احلك اوقات حياته حتى و لو قصد الكل به شرا كان
يوسف واثقا ان حب الله له سيحول لاجله كل الامور للخير " تكوين 50: 20" .
الله يحبك و يريد ان يمشيك على مرتفاعاتك فتقفز كالايائل .. نعم يريدك انا تتغنى بحبه و بالايات و العجائب التى سوف يصنعها معك اذا وثقت فى حبه و قدرته و فى انه له خطة عظيمة لحياتك الم يقل عنه ايوب فى شدة الامه " فاعل عظائم لا تفحص و عجائب لا تعد" (ايوب 9: 10)
قد تتساءل عظائم و عجائب؟ وسط الالم..؟ نعم فهو الاله الذى يستطيع كل شىء ولا يعسر عليه امر . هو الذى يحول اللعنة الى بركة و يغير الازمنة و الاوقات لاجل اولاده.
الله يحبك و يريد ان يخرج اجمل ما فيك و اثمن ما بداخلك . قد يجيزك فى النيران لينقى الذهب الذى داخلك من الشوائب فتخرج ذهبا نقيا لامعا يعكس صورة الله لكل العالم حولك و تستمتع بامور جديدة رائعة يصنعها الله المحب فى حياتك و كل هذا لانه يحبك.. نعم .. يوجد اله يحبك
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ل = لن يتركك
" هانا معكم كل الايام و الى انقضاء الدهر" (متى 28 : 20 )
" انا الرب استجيب لهم انا اله اسرائيل لا اتركهم" ( اشعياء 41 :17 )
"الق على الرب همك فهو يعولك لا يدع الصديق يتزعزع الى الابد" (مزمور55 : 22)
لن يتركك.. هذه الوعود الثمينة و غيرها الكثير فى كلمة الله تخبرك كيف يحبك الله و كيف هو بجوارك دائما لا يهملك و لا يتركك .
لن يتركك و ان تركك كل الاصحاب و خانك الاحباب يظل يسوع هو الصديق و الرفيق و المحب الالزق من الاخ .
لن يتركك تعانى الالم وحدك , قد تظن انك تسير بمفردك فى هذه البرية الاليمة اذ تنظر لاثار اقدامه بجوارك فتجد اثار اقدام شخص واحد فقط فتنزعج و تقول انه تركك وسط الظروف المريرة وحدك , لا يا اخى الحقيقة ان هذه اثار اقدامه هو .. نعم اثار اقدام السيد الرب و التى اختفت هى اثار اقدامك انت .. كيف؟ !
لانه يحملك على منكبيه .. نعم انه يعلم انك متعب لا تستطيع السير و انت متالم هكذا فيحملك على كتفه بكل حنان ليعبر بك الصعاب و الظروف الصعبة . اليس هذا اصدق دليل على انه لن يتركك ابدا!
لن يتركك مضطرب او قلق بل سياتى فى الوقت المناسب ليهدىء الرياح و ليمنحك سلاما يفوق العقول و نعمة تعينك وسط الالم طوال رحلتك بل ايضا وعد انه سيجعل مع كل تجربة منفذ لكى تستطيع ان تحتمل.
لن يتركك تصارع العدو بمفردك بل هو يقاتل عنك و يعطيك ان تتسلح بترس الايمان و سيف الروح لتطفىء بقوة يسوع جميع سهام الشرير الملتهبة .
لن يتركك لانه جاز قبلك فى كل هذا الالم و شعر بمرارته لكى يعينك انت فى مسيرك فى هذه البرية.. " لانه فيما هو تالم مجربا يقدر ان يعين المجربين" ( عبرانين 2 : 18 )
هيا يا اخى سلم فى يده كل ما يزعجك و يؤلمك ... كل ما تشعر بانك غير قادر على احتماله بمفردك اتركه له ليحمله عنك بل اترك نفسك بين يديه ليحملك انت و يرفعك فوق الامك و يمتعك بتعزيات السماء .. هيا الق كل همك عليه و تمتع برعايته و عنايته الالهية نعم انت تستطيع ان تترك نفسك و كل حياتك بين يديه و تاكد انك لن تسقط ابدا من يديه و تاكد ايضا انه ابدا .. لن يتركك .
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
م = مجد ينتظرك
اعرف قصة قراتها منذ وقت طويل لكنى لا اتذكر تفاصيلها جيدا تحكى عن مسجون فى العصور القديمة كان مظلوما و لما اكتشفت الحقيقة امر الملك بتعويضه و ذلك بمنحه سبائك ذهب تساوى وزن السلاسل الحديدية التى كان مقيدا بها فى السجن , وقتها فقط كف المسجون عن تذمره و تمنى لو ان هذه السلاسل الحديدية كانت اكبر و اكثر حتى ياخذ مقابلها الكثير من الذهب.
هل ادركت ما اعنيه يا اخى ؟ فلتتامل معى فى الايات القادمة لتكتشف مقدار المجد الذى ينتظرك بعد الالم
" انى احسب ان الام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا" (رومية 8 : 18 )
" لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشىء لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا"
( 2كو 4 : 17 )
نعم .. لقد وعدنا الرب العظيم بان ضيقتنا هنا وقتية اما الامجاد فهى ابدية و الضيقات ما هى الا خفة كما يقول الكتاب لكن المجد له ثقل.
مجد ينتظرك .. حيث سيعوضك الاله المحب بتعويضات السماء عن كل وقت صعب و كل تجربة مريرة وسيريحك من كل عناء و مشقة البرية.
مجد ينتظرك.. عندما يجلسك على كرسيك الذى اعده لك و يكللك بالاكاليل التى حفظها لك .
" طوبى للرجل الذى يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذى وعد به الرب للذين يحبونه" ( يعقوب 1 : 12 )
مجد ينتظرك .. بعد رحلة البرية القاسية يعدك الرب بامجاد لا حصر لها فى السماء و ياله من مجد و شرف عظيم ان نصبح مع الهنا الحبيب فى السماء لنتمتع به و نتفرس فى جماله ,ان هذا اغلى من كل كنوز الدنيا و هذا ما يطيب و يعزى القلب و يجعل كل الالام تهون اننا سنلاقى الحبيب فى أوج مجده فى بيت الاب و
سنجلس معه و هو بنفسه سيمسح كل دمعة من عيوننا و ينهى كل حزن و يفرحنا فرح لا ينطق به.
"لن يجوعوا بعد و لن يعطشوا بعد و لا تقع عليهم الشمس و لا شىء من الحر لان الخروف الذى فى وسط العرش يرعاهم و يقتادهم الى ينابيع ماء حية و يمسح الله كل دمعة من عيونهم " (رؤيا 7 : 16 , 17 )
" و سمعت صوتا عظيما من السماء قائلا هوذا مسكن الله مع الناس و هو سيسكن معهم و هم يكونون له شعبا و الله نفسه يكون معهم الها لهم . و سيمسح الله كل دمعة من عيونهم و الموت لايكون فى ما بعد و لا يكون حزن و لا صراخ و لا وجع فى ما بعد لان الامور الولى قد مضت . و قال الجالس على العرش ها انا اصنع كل شىء جديدا . " ( رؤيا 21 : 3- 5 )
و الان الا يحق لكل مؤمن متالم ان يفرح و يهلل و يهتف فى وجه الالم قائلا :
الله يحبنى
لن يتركنى
مجد ينتظرك