الأزهر على صفيح ساخن
أبدى نواب ونشطاء مصريون استياءاً بالغاً من شيخ الأزهر بعد مصافحته بيريز خلال مؤتمر الأمم المتحدة لحوار الأديان، في أزمة كشفت بُعداً جديداً في موقف المؤسسة الدينية بمصر من التطبيع مع الإسرائيليين....
الكتلة البرلمانية لجماعة الاخوان المسلمين في مجلس الشعب استنكرت مصافحة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بكلتا يديه في المؤتمر الذي عقد مؤخراً في الأمم المتحدة حول حوار الأديان، وقدم الأمين العام لكتلة الإخوان في مجلس الشعب حمدي حسن بيانا عاجلاً إلى رئيس مجلس الوزراء بشأن ما وصفه بـ "مصافحة حميمة" بين شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي والرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، بكلتا يديه مصحوبة بابتسامة عريضة.. ..
وأكد رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان محمد الكتاتني أن "ما حدث يستلزم المحاكمة البرلمانية والشعبية، فحتى نواب الحزب الوطني لا يرضيهم أن يصدم شيخ الأزهر الشعوب العربية والإسلامية بمصافحته بيريز.."..
واعتبر رئيس حزب الكرامة والنائب الناصري حمدين صباحي صورة شيخ الأزهر مع شيمون بيريز بأنها أكبر إهانة للاسلام والمسلمين والأزهر الشريف، وقال "عندما يتجرأ شيخ الازهر على موقعه وموقف أمته ينبغي عزله من منصبه، فالرجل يجلس على كرسي شيخ الأزهر وإذا لم يكن يعرف معنى هذا الكرسي سنخبره نحن، فالأمر لا يقبل فيه الاعتذار ولا التوضيح أو التبرير"...
ويملك رئيس الدولة وحده حق عزل شيخ الأزهر وتعيينه، بعد أن كان هذا المنصب يشغل بالانتخاب من بين هيئة علماء أكبر مؤسسة دينية في العالم العربي والإسلامي...
ويدافع بعض الكتاب والمفكرين في مصر عما قام به شيخ الأزهر باعتباره جاء في إطار مؤتمر عالمي لحوار الأديان الذي يهدف إلى المبادرات الطيبة والتقارب بين الأديان...
وفي أول تعليق له حول مصافحته الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، أكد شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي أن المصافحة بينهما ، كانت "من باب الصدفة."..
وأبدى شيخ الأزهر استغرابه قائلا:" أنا لم أوقع مع بيريز اتفاقية تنازل عن فلسطين حتى تحدث كل هذه الضجة المفتعلة والمقصودة"...
وصرح شيخ الأزهر لصحيفة "الجريدة" الكويتية:" أنه لم يسبق له أن تعرَّف على بيريز من قبل، وأن المصافحة بينهما كانت من باب الصدفة"، موضحا "أن المصافحة جاءت خلال لقاءات بين الوفود المشاركة في إحدى جلسات مؤتمر حوار الأديان بمقر الأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي"...
ولفت طنطاوي الى أنه "صافح أكثر من عشرين شخصاً في آن واحد من بينهم الرئيس الإسرائيلي، بكل حسن نية وبكل فطرة، مؤكداً "أن ما حدث ليس إلا مصادفة محضة، ولم يكن مرتباً له ولم يقصد منه أي شيء"...
وبرغم المطالبات بعزل شيخ الأزهر من منصبه بعد هذه الواقعة، فإن الرجل الذي يتمتع بعلاقة وثيقة مع النظام الحاكم لم يظهر تراجعا عن موقفه بمصافحة بيريز، ووصف الرافضين للتطبيع مع إسرائيل بأنهم "جهلاء وجبناء"..!!..
ونقلت صحف مصرية عن طنطاوي قوله إن "من يمتنع عن مقابلة عدوه فهو جبان"، مجدداً رفضه دعوة البابا شنودة الثالث لمقاطعة إسرائيل ومنع المسيحيين من زيارة القدس إلا بعد تحريرها..!!