عجيب ان نرى خطايا الناس واضحه امامنا ونسايرهم فى سلوكهم . ولكن ما هو مقدار الذى اتيت به كغصن فى الكرمه ؟ ( ليس التبشير او الخدمه ..ألخ ) . نفسك ايها تالحبيب هى الغصن والثمره هى مقدار نمو نفسك فى النعمه والحياه الروحيه . ان اردت أن تعرف ثمارك فأدخل مخدعك واجلس صامتا مصليا وافحص اعماق نفسك وحينئذ ستدرك خزيك وعارك وفسادك فسوف ترى غصن حياتك فارغ من الثمار . ولكن من فرط حنان الله عليك انه لا يريك خزيك وعريك مره واحده لئلا تبتلع نفسك من الحزن وانما يكشفها لك قليلا قليلا . ليس الخلوه والصمت فيها نصيب لنشاط الجسد ولا مجرد الابتعاد عن الناس . ولكن هى تفريغ القلب من كل الاهتمامات والخلوه ليست فتره نقضيها فى هدوء ثم نعود الى سابق عهدنا ولكنها بمثابة قيامه من الاموات . العمل الوحيد الذى تقوم به اثناء خلوتك هو ان لا تفعل شيئا وإن كان هناك ثمة عمل يمكن ان يكون تأمل النفس بإنسحاق بحزن وتألم على الخطايا .
أقوال الاباء عن الصمت
يقول مار اسحق ( صلاه واحده يصلى بها الانسان وحده خير من مائة صلاه يصنعها مع الناس ) ، ( الافضل لك ان تكون قليل الكلام مع انك عالم ومحنك وذو معرفه بتجربة الاشياء بداخلك ، من ان تفيض انهار تعاليم مع عقل مرتبك وحواس مضطربه ) ، ( إذا اردت ان تعرف رجل الله : استدل عليه من دوام سكوته )