س: كيف توفق بين التناول وميعاد اخر اعتراف ومدى الارتباط بينهما
ج : ثبت بالتجربة ومن خلال ما نسمعه من اعترافات انه كلما قصرت المدة بين كل اعتراف واخر كانت الحالة الروحيه افضل وحتى لو حدثت اخطاء يكون من السهل تجنبها اما كلما زادت وتباعدت المدة بين كل اعتراف واخر حدث العكس وازداد الفتور الروحى والتقصير فى الممارسات الروحيه ويمكن للمواظب على الاعتراف ان يتناول فى اى وقت كلما اتيحت له الفرصة مع ملاحظة انه يتوقف عن التناول فى حالة حدوث اى خطية من الخطايا التى يمكن ان تمنعه عن التناول لحين الرجوع لاب الاعتراف .
س: هل معنى ذلك انه يجوز التناول اليومى !!!
ج: يجوز للمؤمن ان يتناول باستمرار وان يتحد بجسد الرب ودمه حسب قوله " من ياكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وانا فيه " ( يو 6 :56 ). اما من ناحية التناول اليومى فذلك امر طبيعى بالنسبة للكاهن خادم الاسرار وكذلك الشمامسة لان قانون الكنيسة لا يجيز عدم التناول لمن يقومون بخدمة الذبيحة ... والا فلا يشتركون فيها من البداية . اما عن جماعة المؤمنين وان كان يجوز لهم التناول اليومى الا ان ذلك قد يدفعهم الى التهاون وفقدان المهابة للسر الالهى نتيجة التعود على التناول باستمرار . لهذا كان من الافضل ان يكون بين التناول واخر فترة قصيرة حتى لا يتحول التناول بالنسبة لنا الى عادة ،وحتى لا ننسى الحرص والتدقيق والمهابة والمشاعر الجياشة المصحوبة باللهفة والشوق للتقدم لهذه الاسرار . فهل لقائك بشخص تراه كل يوم مثل اخر تراه مرة كل اسبوع ! فمثلا التناول المتكرر فى المناسبات المتقاربة كايام صوم يونان والصوم الكبير فيكفى مرة فى صوم يونان ومرة كل اسبوع فى الصوم الكبير . وذلك من اجل نقطة اخرى هامة ايضا وهى ان تعطى فرصة للاخرين للتناول فى هذه الايام الروحيه العظيمة . فقد يتناول البعض كل يوم ويحجم البعض تماما بسبب الازدحام الشديد .
س : وماذا عن التناول فى المناسبات فقط
ج : التناول فى المناسبات كالاعياد شى جميل ولكن الاجمل والافضل منه هو ان الانسان يواظب على التناول والاتحاد بجسد الرب ودمه ليثبت فى الرب والرب يثبت فيه ويحصل على قوة ومعونه من خلال ارتباطه بهذا السر فيجب التناول ولو مرة كل شهر على الاقل فلا ينبغى ان ينقطع الشخص عن التناول لتصل الى مرة او مرتين فى العام ..لان السيد المسيح فى معرض حديثه عن هذا السر قال " ان لم تاكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه ( باستمرار طبعا ) فليس لكم حياة ابدية ثابتة فيكم : ( يو 6 : 53 ) .
س : ماهى عدد ساعات الانقطاع قبل التناول ولا سيما انه هناك قداسات مبكرة واخرى متاخرة
ج : يجب الامتناع عن الطعام والانقطاع قبل التناول مدة لاتقل عن 9 ساعات وهذا فى حالة القداسات التى تنتهى فى وقت مبكر ( الساعة 7 او 8 صباحا ).. فيكون الانقطاع من الساعة 10 او 11 مساء اليوم السابق له .. وهكذا يحسب 9 ساعات كما فى قداس سبت الفرح مثلا . واما اى قداس ينتهى فى اى وقت من اليوم حتى لو كان من القداسات التى تنتهى فى وقت متاخر كقداسات صوم يونان او الصوم الكبير فينبغى ان يكون الانقطاع من الساعة 12 مساء اليوم السابق وليس 9ساعت فقط كما يقول البعض . ويستشنى من هذه الحالات فى مدة الانقطاع الاطفال والشيوخ والمرضى ومن لهم حالات خاصة وذلك بمعرفة وتوجيه اب الاعتراف .بالنسبة للاطفال هناك راى لاحد الاباء يقول ان الاطفال يصومون على قدر سنهم بمعنى ابن سنه يصوم ساعة ابن سنتين يصوم ساعتين وهكذا لحين ما يصل الى سن يمكن فيه االصوم الانقطاعى فترة كافية او الفترة المحددة وهى 9 ساعات للقداسات المبكرة ومن الساعة 12 مساءا فى القداسات المتاخرة .
س : هل يجوز الافطار بعد الساعة 12 مساءا فى ايام الصوم كالاربعاء والجمعة
ج : ان كان الانسان قد صام طوال اليوم هذا اليوم . فهل لا يستطيع الانتظار على الطعام الفطارى حتى الصباح فاين الانضباط وضبط النفس اذن الذى حصل عليه من صومه طوال هذا اليوم وان كان تناول الطعام الفطارى نابع من شهوة الاكل فكتدريب ينبغى ان يمنع نفسه عن هذا الطعام بالذات ومع هذا فلا مانع بالنسبة لمن لهم ظروف خاصة او عذر مقبول وفى كلا الاحوال ينبغى الرجوع لتوجيه اب الاعتراف فى هذا الامر .
س : يستمر البعض فى استكمال فترة الانقطاع بعد التناول مثل يوم الجمعة فى الصوم الكبير ز فما تعليق قدسك
ج : التناول لا يكسر الصوم الانقطاعى وان كان مع التناول يكون الانسان فى حالة فرح ..فرح روحى لا يتناسب مع زهد الصوم ونسكه الا انه لطول فترة الصوم وتكرار التناول خلال ايام الصوم المقدس فانه يمكن مواصلة الانقطاع بعد التناول الى الساعة 3 مساءا مثلا وقد يحدث ان البعض يصوموا ايام صوم يونان الثلاثة صوما انقطاعا متواصلا ويكتفوا ببركة المناولة فقط . وعموما ينبغى الاسترشاد باب الاعتراف الذى يوجه ىكل واحد حسب ظروفه .
س : بمناسبة خروج الماء بعد التناول .. ماذا عن البصق او اخراج شى من الفم بعد التناول وايضا قص الشعر والاظافر
ج : قص الشعر والاظافر بعد التناول هو امر ظاهرى وان كان يمتنع عنه فهو نوع من الاحتراس وعدم التعرض لجرح يصاحبه نزول دم ، وعموما هذه الامور لا يمارسها الانسان دائما بل كل فترة .. وما يخرج من الفم بعد التناول كالبصق واللب والقصب وما الى ذلك من بقايا .. هى امور نحترس منها عقب التناول ونقصد بها عدم اخراج شى من الفم ى بقيه يوم التناول نفسه .
س : يتعرض البعض بحالة ترجيع بعد التناول فكيف يكون التصرف فى ذلك ولا سيما ان كانت حالة مرضيه
ج : فى هذه الحالة ينبغى ان يتم الترجيع فى كيس مثلا او قطعة قماش ، ويتم بعد ذلك احراق كل هذا مع ما تم استخدامه من مناديل لتجفيف الفم وان كان انسان يشعر انه معرض لهذا الموقف فيفضل عدم التناول فى هذا اليوم .
س : وماذا عن غسيل الفم والاسنان صباح يوم التناول
ج : البعض يؤيد والبعض الاخر يرفض ، فالقديس تيموثاوس البطريرك ال 22 عندما سؤل مرة عن رجل صام وعزم على التناول وكان يغسل فمه وبلع قليلا من الماء عن غير قصد فهل يجوز له التناول فاجاب "بنعم .. لان الشيطان دائما يجد سبيلا ليمنعه من الاسرار الالهية " والقديس تيموثاوس هنا لا ينفى امكان غسيل الفم صباح يوم التناول .. لكن هذا لا يمنع التزام الحرص والتدقيق اثناء غسيل الفم . وفى نفس الوقت يشدد القديس ساويرس ابن المقفع على ضرورة الا يدخل الفم اى شى قبل التناول ،ويستند فى ذلك الى ما جاء فى شريعة اكل خروف الفصح حيث كانوا لا ياكلون اى شى قبل اكله فتصير افواههم مرة تذكرهم بمرارة العبودية التى عاشوها تحت نير فرعون ، واكلهم خروف الفصح يذكرهم بحلاوة انقاذهم من العبودية ولكن يحدث ان البعض يكون لهم ظروف خاصة كامراض اللثة او بقايا الطعام مما ينتج عنه روائح كريهة لا تليق بالمكان الذى سيوضع فيه جسد الرب ودمه .
س : نلاحظ عند تناول السيدات وجود غطاء على الراس اثناء تناولهن الجسد ، ورفع هذا الغطاء عند تناول الدم .. لماذا
ج : هذا ليس طقسا ،بل تقصير من السيدات . فغطاء الراس بالنسبة للسيدات امر مهم وضرورى ليس فقط اثناء التناول (الجسد والدم ) انما طوال فترة تواجدهن بالكنيسة وايضا اثناء الاعتراف او الصلوات الخاصة بالمنزل واثناء اى نوع من الممارسات الروحية . وكل هذا حسب تعليم معلمنا بولس الرسول اذ يقول " اما كل امراه تصلى او تتنبا وراسها غير مغطى فتشين راسها لانها والمحلوقة شى واحد بعينه . اذ المراة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها وان كان قبيحا بالمراة ان تقص او تحلق فلتتغط " ( 1 كو 11 : 5 6 ) اذا هذا تعليم كتابى ان تخضع له المرأة فى الصلاة والقداسات وجميع الممارسات الروحية .
س : هل يمكن التناول حال حضورنا متاخرين الى الكنيسة
ج : من الخطا ان نلتزم فى مواعيدنا مع الاخرين وفى مواعيد العمل والدراسة .. ولا نلتزم بمواعيدنا الروحية مع الله فى بيته ( الكنيسة ) ففى حضورنا القداس ...يجب ان نحضر مبكرا كقول الرب " ان الذين يبكرون الى يجدوننى " (ام 8 : 17 ) . وان كان قراءة الانجيل حسب الطقس هى الفيصل فى زمن الحضو للكنيسة والتناول .الا ان هذا الفيصل لمن لهم عذر مقبول فى التاخر كالسفر مثلا فى حالة انسان قادم من مكان بعيد للكنيسة او للدير .
فليس من المعقول واحد يقوم من السرير ويتجه للمناولة مباشرة . مش معقول ربنا منتظرك منذ الصباح الباكر فى الكنيسة ، وانت تروح براحتك . ده يبقى فيه عدم احترام لصاحب المكان وصاحب اللقاء ، وعدم التزام وتقدير لشخصية من سنلتقى به ذاك الذى قال " الذين يحتقروننى يصغرون " ( 1 صم 2 : 30)
س : هل يليق السجود وعمل الميطانيات بعد التناول من الاسرار المقدسة
ج : ميطانية الاب الاسقف هى ميطانية للاكرام والاحترام يمكن عملها فى اى وقت وهكذا اى نوع من مثل هذه الميطانيات الخاصة بالاكرام .اما ميطانية العبادة فتكون اثناء الصوم ،لانها مصحوبه بالانسحاق والتذلل امام الله ولا تتناسب مع حالة الفرح التى تصاحب المتناول .. الفرح بدخول العريس الى احشائنا وتحت سقف منزلنا الداخلى . ولا يستطيع بنو العريس ان يصوموا ويتذللوا والعريس معهم وهذا ما يحدث فى طقس الكنيسة فى بصخات اسبوع الالام .. فيصاحب طلبة بصخة الصباح عمل ميطانيات ، بينما لا يصاحب طلبة المساء عمل ميطانيات . وباختصار لا يليق عمل ميطانيات بعد التناول ويفضل عملها دائما قبل التناول كما يحدث فى قداسات الصوم الكبير حيث نقوم بعملها مع طلبة بخور باكر
س : هل يجوز للمنحرفين عن العقيدة الارثوزكسيه بان يتقدموا للتناول فى الكنيسة الارثوزكسية
ج : لا يجوز اطلاقا . ويجب ان تكون الكنيسة يقظة وحذرة لهذا الامر . فالحق لا يتجزا بل هو كامل ومتكامل . وهناك قوانين كنيسة تحرم من يشترك فى اجتماعات من تعتبرهم الكنيسة هراطقة لان الامر فى غاية الخطورة ، وعلى الكنيسة ان تظهر سلطانها لمن يريدون ان يتحللوا منه . وهكذا ايضا لا يجوز للمؤمن الارثوزكسى وبينهم المغتربون ان يتناولوا من الاسرار المقدسة فى كنائس غير ارثوزكسيه . وان كان هناك مغتربون فمن واجب الكنيسة نحوهم ان توفر لهم الرعاية الكافية من خدامها .
س : ما هو الوضع الصحيح لسير الشماس امام الاب الكاهن وهو يحمل الاسرار
ج : ينبغى على الشماس ان لا يعطى ظهرة للذبيحة وانما يسير امام الاب الكاهن ووجهة ناحية الاسرار المقدسة........كما قيل عن القديس يوحنا المعمدان "ها انا ارسل امام وجهك ملاكى الذى يهيى طريقك قدامك " (مر1: 2) ونحن حينما نخرج من الهيكل نخرج بظهورنا ووجهنا متجهة نحو الهيكل والمذبح . ونضيف ايضا :ان الشمعة كما انها اشارة الى نور المسيح (شمس البر) فهى اشارة ايضا فى احتراقها الى السيد المسيح الذى بذل نفسة وجسدة ودمة من
اجلنا لانة "هكذا احب اللة العالم حتى بذل ابنة الوحيد........" (يو 3 : 16 ) .