قال أحد الشيوخ :
أن الافراز الحقيقي لا يكون من الاتضاع ، والاتضاع هو أن نكشف لآبائنا أفكارنا وأعمالنا ، ولا نثق برأينا ، بل نستشير الشيوخ المجربين الذين نالوا نعمة الأفراز ، ونعمل بكل ما يشيرون به علينا ، فالذي يكشف أفكاره الردية لآبائه فانها تخف عنه ، وكما أن الحية اذا خرجت من موضع مظلم الي ضوء تهرب بسرعة ، كذلك الأفكار الردية اذا كشفت تبطل من أجل فضيلة الاتضاع . واذا كانت الصناعات التي نبصرها بعيوننا أولا من معلميها ، أفليست اذن جهالة وحماقة ممن يريد أن يمارس الصناعة الروحانية الغير المرئية بغير معلم ، علما بأنها أكثر خفاء من جميع الصنائع ، والغلط فيها أعظم خسارة منكل ما عداها ؟ ! .
+ قال مار افرام :
بغير طين لا يبني البرج ، وبغير معرفة لا تقوم فضيلة .
+ قال أنبا أنطونيوس :
" حقا أن كل هذه الفضائل التي ذكرتموها نافعة ويحتاج اليها كل الذين يطلبون الله . ويريدون التقرب اليه الا اننا قد رأينا كثيرين يهلكون أجسادهم بكثيرة الصوم والسهر والانفراد في البراري والزهد حتي أنهم كانوا يكتفون بحاجة يوم واحد ويتصدقون بكل ما يمتلكون . ومع كل ذلك رأيناهم وقد حادوا عن المسلك القويم وسقطوا وعدموا الفضائل وصارو مرذوين . وسبب ذلك أنهم لم يستعملوا الأفراز B!co