كل شاب أو فتاة منا ، وفى خضم الحياة اليومية ، ووسط كل المشاكل والصعاب والأحلام الهاربة والضائعة ، يظل بداخله حلم جميل .. ينام ويصحو على أمل تحقيقه .. يتمنى يوماً أن يقابله.. وأن يتحول إلى واقع ملموس ، يبعث الأمل فى جنبات نفسه ويبدد ظلمة أيامه .. فيكون كنسمة صيف رطبة وسط الحر الخانق..
تحلم بعصا سحرية تلمسك فيتجدد الأمل فى داخلك وتتجدد طاقتك وتبعث الحياة فى جنبات نفسك المتعبة ..
إنها عصا الحب السحرية ..
فمن منا لم يحلم بفتى / فتاة أحلامه ..
ومن منا لم يتمنى لحظة حب صادقة ..
إنسان يحبه بجد.. يسأل عنه .. يبحث عنه إن غاب .. يشعر به ويشاركه أحاسيسه وأحلامه .. أفراحه وأطراحه ..
يتحدث معه بدون خوف أو خجل.. يتكلم وكأنه يتكلم مع نفسه ..
إنسان تكون معه كما أنت بدون تكلف أو تصنع..
وأنت معه .. إبتسامتك تضئ وجهك ، وضحكتك تنبع من أعماق قلبك ..
تتغير نظرتك للأشياء .. الألوان والوجوه من حولك تزداد نضارة وإشراق..
فجأة .. تجد نفسك تعيش كل لحظة فى عمرك ، وتنتظر الغد بكل لهفة لتحقق فيه أحلامك ..
الحياة لازالت كما هى .. والمشاكل تتراكم وتزداد كما هى فهذه طبيعة الحياة ..
ولكن الذى إختلف هو أنت ..
أخيراً .. وجدت واحة تلجأ إليها حين تشتد بك عواصف الحياة .. فتنام كطفل رضيع وجد الأمان فى حضن أمه ..
إنه الحب ..
الحب الحقيقى كما أبدعه الله على صورته ومثاله.. الحب فى صورته المثالية ..
من منا لم يغمض عينيه ويتنهد منتظراً ذلك اليوم الذى تتحقق فيه أحلامه..
حلم ليلة العمر والفستان الأبيض والبدلة السوداء..
الكنيسة والزحام والعيون المليئة بالفرح والسعادة والأمل فى غد أفضل وحياة جديدة سعيدة..
التهانى والضحكات و...دموع الفرح ..
الدموع الوحيدة التى يفرح بها الجميع ويقدرونها بل وينتظرونها ..
ولكن..
كم منا تحقق حلمه؟؟؟
وكم منا لم يصدم فى أحلامه وفى واقعه؟؟
كم منا شعر بلحظات اليأس (وما أكثرها) .. شعر بصعوبة تحقيق حلمه وسط عالم طغت فيه الماديات ، ولغته لم تعد قواميسها تحمل كلمة الحب فى طياتها ..
تمر الأيام .. نكبر .. ونكبر .. ننضج .. وتتسلل الشعيرات البيضاء إلى رؤوسنا فى غفلة منا.. ونرجع برؤوسنا إلى الوراء فى لحظة صفاء ، ونبتسم فى إنهاك حين نتذكر أحلامنا الضائعة ..
بالتأكيد هناك كثيرون صادفوا حلمهم وجهاً لوجه واستطاعوا أن يصلوا به إلى بر الأمان ..
ولكن مما لا شك فيه هناك كثيرين أخرين إعتقدوا أن الحياة ابتسمت لهم أخيراً وأنهم على شفا تحقيق حلمهم ، ويعتقدون أن الزمن قد غفل عنهم أخيراً.. ويصحون ليكتشفوا أن ما هذا سوى وهم آخر عاشوه ! وكم أن هذه الحياة لم يكفها كل أشواكها وجراحها بل لا يقف أمامها سبيلاً إلا لتسلكه لتزيد من جروح نفوسنا ، فترتوى من دموعنا ..
أليس من حق كل واحد منا حين يشتد به الألم والتعب أن يتألم ؟ يئن ؟
أن يصرخ من كل قلبه ....
إنى أتساءل .. أليس من حقى أن أحلم؟ ..
إنه حلم.. فقط ..
إن مجتمعنا لا يعطى الحق للفتاة أن تحلم .. أو أن تعبر عن حلمها ..
إحلمى كما تريدين .. ولكن خلف الستار والأبواب المغلقة ..
إكتمى آلامك ودموعك وأحلامك .. فالتصريح بإحتياجك للحب والأمان قلة حياء ودخيل على مجتمعنا..
وكأن يكفى تجاهلنا وتكتمنا لهذا الإحتياج ليكون غير موجود ..
والشاب أيضاً يحلم بفتاة تشبه أمه .. أو يستطيع حقاً أن يطلق عليها معيناً نظيره ... فلا يجد !
يسير ويدور .. يقابل هذه أو تلك (إن سمحت له الظروف بذلك ) ورغم كل هذا لا يجد مبتغاه ..
النظرة ليست بهذا القدر من التشاؤم .. فقد أصبح هناك حرية أكثر فى هذه الأيام .. وحتى الكنائس قد فتحت أبوابها لشبابها وشاباتها للتعارف البرئ بين جدرانها وتحت منارتها وتحت أعين خدامها ..
ولكن ..
مع هذا ووسط كل هذا الخضم الهائل من البشر لازال حلمك ضائعاً .. ولا تجد ما تبتغيه وتحلم به !
لازال هناك عقول مظلمة تخشى هذا الإنفتاح ولا تقبله بل وتحاربه ..
وماذا تفعل فتاة تربت على الخجل والحياء ولا تعرف غيرهما سبيلاً !
ماذا تفعل والعمر يتقدم بها ويتضاعف كل يوم إحتياجها لرفيق يشاركها أحلام العمر الفائت والأيام الباقية ؟
ماذا تفعل وهى ترى الأيام تتسرب من بين يديها والأحلام تصبح سراب..
إنها لا تجيد سوى رفع عيونها نحو السماء وقلبها نحو خالقها تدعوه بدموعها أن يكفكف دمعها ويعزى أحزانها ..
تضع تحت قدميه أحلامها البسيطة وكلها إيمان أن لن تتحقق إلا فيه ..
وتحاول أن تتجاهل وتبعد وسوسات الشيطان فى آذانها التى تزيد من يأسها وقلة إيمانها ..
وكلما يتجدد الأمل بقادم جديد (إن وجد) يطرق بابها .. فتفتح فى فرح وأمل معتقدة إنه ربما يكون الحب .. تصفعها الحياة مرة أخرى وبكل قسوة ..
ولا تجد لأحلامها سوى الإذدراء والإقلال من شأنها والإتهام الجاهز بالرومانسية الزائدة والبعد عن الواقع..
تصفعها الماديات والمصالح وأى معنى يحيد عن معنى الزواج الإلهى المقدس ..
ومع الوقت تتنازل وتقبل أن ترى القادمين للزواج عن طريق الصالونات والزواج التقليدى ..
تتنازل عن قصة حب لطالما حلمت بها .. قصة عفيفة طاهرة بريئة وغير تقليدية !
تتنازل وتقول لا أريد أن أغلق باباً ربما أراده الله لى ..
ورغم هذا تصدم من النوعيات التى تقابلها ..
تقول فى نفسها ربما أنها تغالى فى مطالبها .. ولكن.. ما هى مطالبها ؟
إنها لا تطلب مالاً أو شبكة أو جاهاً ..
لا.. بل أنها حقاً تطلب ما هو أغلى وأنفس بكثير.. ما هو نادر فى هذا الزمن ..
تطلب حباً صادقاً .. بلا أى غرض ..
تطلب قلباً يحيا إيماناً حقيقياً ..
تطلب رجلاً بكل ما تحمله الكلمة من معان عميقة ..
تطلب فارساً فى زمن تاهت هذه الكلمة من قاموسه ..
إنساناً يحبها وتحبه ويكون بينهما تفاهماً عميقاً .... ويكونان معاً كنيسة صغيرة فى بيتهما للرب ..
وفيما بعد يكرسان أولادهما ، عطية الرب ، له ..
وليس هذا الحلم قاصراً على الفتيات فقط فهو حلم الفتيان أيضاً ..
فبالله عليكم أجيبونى ..
هل هذه أحلام مستحيلة ؟
أو أحلام تافهة ؟
هل من الأفضل أن نحيا بدون أحلام ؟
لقد جربت فعلاً هذه الحياة .. ولكنها... لم تكن حياة!
حياة بلا أحلام .. بلا غد .. ليست حياة ..!
إنها الموت ! ..
فهل تدعونى أصرخ من كل قلبى .. وتحترمون صرختى ولا تذدرونى؟
هل أطلق لدموعى العنان بينكم أم على أن أحرص على حمايتها من مصمصة الشفاه ونظرات الإشفاق ..
هل من بينكم من لديه حلم ضائع مثلى ؟ أو من لازال يحمل فى قلبه احلام باقية ؟
صدقونى ..
لست أبعث هذه الكلمات لأثير تعاطفكم أو لأبحث لنفسى عن عريس من بينكم ..
فلم يعد الزواج عن طريق الانترنت من أحلامى أو أهدافى التى أسعى إليها ..
ولم أعد اصدق كلمات جوفاء تبعث من خلف شاشات صماء بلا حياة ..
وليس المشكلة فى (رجل والسلام ).. إن ما أبحث عنه معنى أعمق من هذا بكثير .. وأتمنى أن يكون ما بداخلى قد وجد طريقه إلى قلوبكم وأسماعكم ..
أنا أبعث إليكم فقط على أجد من يسمعنى..
كى أجد متنفساً لصرختى ولأنى ضقت بأحزانى وهمومى ..
لازال فى نفسى الكثير من الدموع الحبيسة والصرخات المكتومة ولكن يكفى هذا اليوم فقط أثقلت عليكم فسامحونى ..
وإن كان من بينكم يحمل بين ضلوعه قلباً جريحاً مثلى فليرفع عينيه ويديه نحو السماء معى ، ويسكب دموعه أمام خالقه فهو الوحيد القادى أن يفهمه ويعينه ويرشده ويكفكف دمعه ..
ومن فضلكم ..
أذكرونى فى صلواتكم ..
منقول للامانة B!co