هى تلميذة بولس الرسول واول الشهيدات ومثال البتولية والطهارة بين العذارى ونموذج الجهاد واحتمال الشدائد هى تلك الفتاة التى تألبت عليها قوى الحميم فلم تستطع أن تضعف إيمانها ولا أن تقل من ثباتها ولا أن تخمد نيران حبها للرب يسوع الفادى إلهها وعريسها،هى تلك الصبية التى شغفت بحب المعلم الألهى الذى بشرها به بولس فاحتملت من أجله صنوفا من الآلام تهلع من مجرد ذكرها قلوب الجبابرة. وعلى الرغم من أنها لم يسفك دمها على اسم المسيح فقد أطلقت الكنيسة عليها لقب ( أولى الشهيدات ) تقديرا لأتعابها والميتات التى احتملتها وانقذها الرب منها. كانت تكلا من مدينة أيقونية - إحدى مدن أقليم غلاطية بآسيا الصغرى - من أشراف تلك المدينة بارعة الجمال كريمة الخلق ،كانت مخطوبة لأحد أشراف تلك المدينة عندما وصل إليها القديس بولس الرسول ( أع 13 : 51 ) فى رحلته التبشيرية الأولى بين عامى ( 45 - 50 م)، ويرجح أن لقاءها بالقديس بولس تم فى أواخر الأربعينيات من القرن الأول. فى مدينة أيقونية بشر بولس اليهود والأمم بإنجيل الرب.سمعته تكلا فسحرها جمال تعليمه وعذوبة نير المسيح الذى يُبشر به فلازمته ، ولما كانت نفسها كبيرة تواقة للكمال آمنت بالمسيح واعتمدت ونذرت بتوليتها للرب وكان ذلك سببا فى هجرها لخطيبها. ولما كان إيمان تكلا قلبيا فقد طرحت عنها الزينة الخارجية وبالجملة فقد تبدلت حياتها، ولاحظت أمها هذا التغيير فى سلوكها ومظهرها فلما فاتحتها فى أمر اتمام زواجها رأت منها اعراضا واحجاما فألح خطيبها فى طلبها فرفضته. وباحت لأمها بسرها وقالت لها انها أصبحت مسيحية وانها نذرت للرب يسوع بتوليتها...ثارت امها وكادت تجن غيظا حاولت أقناعها والتوسل إليها فاصطدمت بثبات عجيب وارادة صلبة فطار رشدها ورأت فى اغضاء ابنتها عن عريسها مساسا بكرامتها فآثرت موت تلك الابنة على أن تتعرض لاحتقار الناس بحسب ما كان مألوفا فى ذلك الوقت. لجأت الأم إلى حاكم المدينة تستعين به فاستحضر تكلا وأخذ يقنعها بترك تلك الخرافات المسيحية والعودة إلى الآلهة وإلى عريسها فذهب كلامه ادراج الرياح هددها بحرقها حية فلم تعبأ بتهديده . فأمر بإضرام نار حامية وبطرحها فيها فتهللت لقرب اتحادها بعريس نفسها ولم تنتظر حتى يقيدوها ويطرحوها فى تلك النيران بل ركضت هى إليها وألقت بنفسها فيها وهى تصلى إلى الله أن يقويها ويستقبل روحها لكن الرب يسوع عريسها كان قد دبر لها طريقا أخرى غير طريق الاستشهاد العاجل كان يريد أن يُظهر فيها مجده وقدرته وعمل نعمته حتى ما تصبح مثالا رائعا للأجيال المقبلة من العذارى البتولات ومن الشهيدات البطلات. فما أن دخلت تكلا النيران حتى أرسل الله مطرا غزيرا كاد يتحول إلى طوفان فولى الناس هاربين وانطفأت النيران وخرجت البتول سالمة ولم يحترق خيط من ثيابها. وبإلهام إلهى تركت مدينتها هاربة وذهبت تسعى وراء بولس الرسول لتلحق به وتلازمه وتنال بركه مشاركته اتعابه فىالكرازة...صحبها القديس بولس إلى مدينة انطاكية وهناك تركها لتخدم بين النساء الوثنيات. وفى إنطاكية فتن بجمالها أحد وجهائها الطائشين...وإذ رآها معرضة عنه انقض عليها ذات مرة واراد اختطافها واذلالها !! لكنها افاتت من بين يديه . وكان ذلك سببا فى أن يشى بها إلى الوالى الذى حكم بطرحها للوحوش ،فألقيت عارية للوحوش ثلاث مرات على ثلاثة أيام متوالية لكن الوحوش لم تقربها على مختلف أنواعها ..حار الحاكم فى امر تلك الفتاة العجيبة وأراد أن يتخلص منها فألقاها فى جب ملئ بالأفاعى السامة فلم تؤذها. استدعاها الوالى وسألها : من أنت ومن هو شيطانك حتى لا يقدر أحد عليك. فأجابته تكلا فىوداعة : أنا تكلا عبدة يسوع المسيح ابن الله الحى وهو وحده الطريق والحق والحياة وخلاص النفوس..وهو الذى أنقذنى من الوحوش ومن الموت وهو الذى يحفظنى بنعمته لكى لا أعثر وهنا أمر الوالى باطلاق سراحها. اتصلت بالقديس بولس وبعد ان شجعها وتعزت بإيمانه ذهبت إلى إيقونية مسقط رأسها لتبشر مواطنيها بالإيمان الحقيقى الحى....لكن إقامتها فى ايقونية لم تطل لأن والدتها ظلت مصرة على عنادها مدفوعة بكبريائها ولم تشأ أن تؤمن على يديها بالمسيح فتركت تكلا ايقونية وعادت إلى سوريا لمتابعة رسالتها وهناك آمن على يديها شعب غفير من المنغمسين فى جهلهم وغرورهم وشرورهم !! وفى اواخر حياتها عكفت على حياة الخلوة والتأمل والنسك ..ووهبها الرب موهبة الشفاء حتى أن كثيرين كانوا يتقاطرون إليها طالبين البرء من أمراضهم. وكم من مرة حاول بعض الاشرار الإساءة إلى طهارتها وكان الرب ينقذها من أيديهم بمعجزة،وأخيرا رقدت فى الرب وهى فى سن التسعين ودفنت فى سلوكية ميناء أنطاكية ،أما الأن فهى فى الفردوس - السماء الثالثة - حيث معلمها بولس الرسول B!co