الى كل ابن و ابنة :- ( ارحموا دموع امهاتكم فدموعهن لن تضيع )
كانت مونيكا كأي أم مؤمنة، تطمع في أن ترى ابنها يتحلى بأخلاق حميدة وحياة طاهرة سامية وتواقع في أن يصبح فلذة كبدها مؤمناً سالكاً طريق الإيمان الصالح في الخير والهداية. فلقنته وهو بعد صغير كل ما كانت قادرة عليه من مبادئ الإيمان بالمسيح التي كانت تعرفها. إلا أن كل تلك التعاليم لم تلج قلبه ولم يكترث لها على الإطلاق. فتاه الفتى وانجرف مع كل تيار وراح يسبح في ماء عكر ولم يقم وزناً لنصائح أمه ولا لتوجيهاتها الحكيمة وإرشاداتها القويمة الصادرة من قلب ينبض بالمحبة الفياضة والعاطفة الجياشة، إلا أنه اعتبر جميع نصائحها حسب قوله: خزعبلات نساء، وأنّ الديانة المسيحية لا تصلح لأمثاله بل للبسطاء أمثال أمه. فكان يسخر من تعاليمها وإيمانها المسيحي.
أما الأم المسكينة مونيكا فلم تستسلم لليأس والقنوط، بل تسلحت بتقوى الله والاتكال عليه بالصلاة والدعاء والتضرع له حتى تنتصر على ابنها في محبته. فكانت ترفع عينيها للسماء ودموع الأسى تنهمر على خديها وهي غير فاقدة الرجاء من رحمة السماء كي تشمل ابنها ليعي حالته المزرية التعيسة. كانت دموعها دموع صلاة ورجاء لا دموع حسرة وفقدان الأمل. وبهذا تشبهت بإرمياء النبي في دموعه وبكائه على شعبه الساقط حين قال: « يَا لَيْتَ رَأْسِي مَاءٌ وَعَيْنَيَّ يَنْبُوعُ دُمُوعٍ، فَأَبْكِيَ نَهَاراً وَلَيْلاً قَتْلَى بِنْتِ شَعْبِي»(إرميا 9:1). لم تكل ولم تتوقف عن الصلاة ولم تقطع حبل الأمل والرجاء في خلاص ابنها الغائص في مستنقع الرذيلة والشهوة، والذي كان باستمرار ينبش في أحجرة الثعابين والأفاعي السامة منقاداً وراء كل تعليم.
في أحد الأيام ذهبت الأم المسكنية تطلب الإرشاد والنصيحة من أحد رجال الله الأتقياء، وهو القديس أمبروز. فقصت عليه حكايتها وابنها الضال عن الحق، والذي بهرته التعاليم الكاذبة الفاسدة من حكمة هذا الدهر الفاني. فسألها رجل الله القديس أمبروز: «هل تصلين بدموع من أجل ابنك هذا؟» فأجابته: «نعم». فرد عليها قائلاً: «كوني مطمأنة ولا تقلقي عليه، لأنّ ابن الدموع لا يمكن أن يضيع». وبكلمات معزية شدد القديس أمبروز عزيمتها، وطلب منها أن لا تكف عن الصلاة في طلب الهداية واللطف الإلهي من أجل ولدها، وأن لا تستسلم لليأس والضجر والقنوط. وهكذا استمرت تصلي من أجله إلى أن قادته العناية الإلهية إلى حظيرة الإيمان الذي يؤدي إلى الحياة الأبدية.
و هذا جزء من سيرة القديس اغسطينوس او ابن الدموع الذى كانت دموع امه و صلاتها هى السبب الرئيسى لرجوعه لحضن الله
و اخيرا:- رجاء محبة لكل ابن او ابنة ان يقدروا دموع امهاتهم او خادماتهم او اخواتهم و كل من يحبهم محبة حقيقية و يعطوا فرصة لانفسهم الفرصة للتفكير ليقدروا تلك المحبة الغامرة فاحيانا قد تصل تلك الدموع لحالات العمى عن رضى و حب و لكن للاسف دون ان تجد من يقدر تلك الجواهر المذروفة لاجلك انت فقط.
B!co