عيد الغطاس هو عيد الظهور الإلهي، ففيه عرفنا الثالوث القدوس .....
عرفنا الآب الذي أحبنا وأرسل إبنه الوحيد ليخلصنا بدمه الطاهر "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية" (يو 3 : 16)
وعرفنا الإبن الوحيد الذي تنازل من أجلنا وتجسد واتحد بجنسنا ليرفعنا ويجعلنا معه أبناء لأبيه الطاهر... هو إبن بالطبيعة والجوهر ونحن أبناء بالتبني "ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله إبنه مولوداً من امراة مولوداً تحت الناموس" (غل 4 : 4)
وعرفنا الروح القدس الذي يرافق مسيرة حياتنا الروحية ويملأنا بالنعمة ويقودنا للتوبة ويكرس قلوبنا لحب المسيح الذي أحبنا "روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم" (يو 14 : 17)
كل هذا السر الثالوثي عرفناه بالمعمودية ...
كانت معمودية الرب يسوع فاتحة خير للبشرية... فيها إنفتحت السموات أمامنا لندخل إليه ومعه إلى عرشه الإلهي الأبدي، وبها أيضاً سمعنا صوت الآب شاهداً عن إبنه "وكان صوت من السماوات أنت إبني الحبيب الذي به سررت" (مر 1 : 11) وكأنه يقول هذه الشهادة عن البشرية كلها التي صارت له إبناً بتجسد إبنه الوحيد "الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله" (رو 8 : 16)
وبمعمودية المسيح أيضاً صار لنا الحق أن ينزل الروح علينا ويستقر فينا كما نزل على المسيح لأجلنا "ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح إبنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب" (غل 4 : 6)
لقد اعتمد السيد المسيح بمعمودية يوحنا ليعلمنا الإتضاع ويعطينا مثالاً نقتدي به... ولكي يفتح لنا باب التوبة المقبولة...
أما معمودية المسيح التي إعتمدنا نحن بها بإسم الرب يسوع فهي تهبنا:
+ نعمة التبني لله الآب "الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يو 1 : 13)، "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع، لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غل 3 : 27،26)
+ نعمة العضوية في جسد الرب يسوع "لأننا جميعنا بروح واحد أيضاً اعتمدنا الى جسد واحد يهوداً كنا أم يونانيين عبيداً أم أحراراً وجميعنا سقينا روحاً واحداً" (1كو 12 : 13)
+ نعمة الطبيعة الجديدة والخليقة الجديدة "اذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً" (2كو 5 : 17)
+ نعمة الشركة مع المسيح في موته ودفنه وقيامته " مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان إبن الله الذي أحبني و أسلم نفسه لأجلي" (غل 2 : 20)، "أم تجهلون أننا كل من إعتمد ليسوع المسيح إعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة.، لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته، عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضاً للخطية" (رو 6 : 3 ـ 6)
+ نعمة الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق "أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور، وتتجددوا بروح ذهنكم، وتلبسوا الانسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق" (أف 4 : 22 ـ 24)
علينا أن نحافظ على هذه النعمة الغنية وننميها بالعمل الروحي لئلا نفقد ما قد
كسبناه بالمسيح يسوع ربنا
B!co