هو العيد السيدى العظيم مبدأ الأسرار الإلهية و ينبوع النعم و البركات الخلاصيه عيد ميلاد الكلمة الأزلي الذي طربت له السموات و ابتهجت الأرض إذ فيه تبدلت وحشة العدل بأنس الرحمة و نسخ تنور النعمة ظلام الناموس و تمت النبوات و أنجزت المواعيد الإلهية و تجلت الحقائق الروحية تمحو بسناها الظلال الطقسيه و فيه أعلنت محبة الله للإنسان فاطمأن جميع المنتظرين تعزية إسرائيل و فيه ساوت الأرض السماء و شاركت السماء الأرض فسبحت الله الجنود العلوية هاتفة [ المجد لله في العلاء و علي الأرض السلام و في الناس المسرة ] يوم عجيب سماء الوحي ملء الزمان إذ أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني
رتبت الكنيسة الاحتفال بهذا العيد للنعم التي هطلت فيه من عند أبى الأنوار و لتذكر بنيها بمحبة الله و تنازل ابنة الوحيد لخلاصهم و أول من قدس هذا العيد و احتفل به هم الملائكة في السماء الذين زفوا للعالم بشرى الفرح العام بولادة المخلص المسيح الرب و احتفال الملائكة بهذا العيد و فرحهم به كان تنفيذا لأمر الله الذي سر به أيضا
و هذا يدلنا علي فضله و امتيازه عن بقية الأعياد و قد صار حقا علي الكنيسة المنشدة به أن تشارك الملائكة في الفرح و الاحتفال لكي تستحق أن تشترك معهم في الأفراح السماوية ممجدة الله الذي افتقد شعبه و أقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه ليضيء علي الجالسين في الظلمة و ظلال الموت
هذا و قد تسلمت الكنيسة حفظة و الاحتفال به من الرسل أنفسهم بدليل ما جاء في أوامرهم [ يا اخوتنا تحفظوا في أيام الأعياد التي منها عيد ميلاد الرب و كملوه في اليوم الخامس و العشرون من الشهر التاسع للعبرانيين الموافق التاسع و العشرون من الشهر الرابع للمصريين و لا تشتغلوا في ميلاد المسيح لأن النعمة أعطيت للبشر في ذلك اليوم ]
أن الكنيسة كما تسلمت من رؤسائها تحتفل بإقامة تذكار هذا العيد ليلا ذلك لأن ولادة المخلص كانت في منتصف ليلة 25 كانون الأول الموافق 29 كيهك و قد أيد ذلك القديس باسليوس بقوله و أما يوم الميلاد و الغطاس فان أباء مجمع نيقية قرروا أن يتقرب فيهما بالليل و ذلك ليس لكراهية الصوم بل لتمجيد العيد
أن الكنيسة تحتفل بهذا العيد في ليلة 29 كيهك من كل سنة و ذلك لأنه اليوم الذي ولد فيه المخلص إلا انه قد يقع العيد أحيانا في 28 منه و ذلك في السنة الكبيسة و هذا لأسباب أوضحها الأباء و العلماء و هي أن البشارة بتجسد المخلص كانت في 29 برمهات و بما أن السنة الرابعة من الدرويكبس عليها يوم واحد و لا يصح امتداد مدة إقامة سيدنا في الحشاء عن 9 شهور التي أقامها مدة الحمل به
و قالوا أن السبب في جواز التعييد في 28 بدل 29 هو أن ولادة المسيح كانت بين العشائين
B!co