مرثا عضو مبارك
عدد الرسائل : 253 العمر : 37 نقاط : 581 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/01/2009
| موضوع: سلسلة جبال الكتاب المقدس الأربعاء أبريل 01, 2009 7:36 pm | |
| ( 1 )جبل النجاة : أراراط
يرتبط اسم هذا الجبل بفلك نوح، بسبب استقرار الفلك على إحدى قمم هذا الجبل. توضح هذه القصّة أمانة الله تجاه نوح، الّذي بنى الفلك كما أمره الله. فنجا نوحٌ وكلّ أفراد عائلته من الطوفان، بالإضافة إلى زوجٍ من كلّ أنواع الحيوانات والطيور (ذكرًا وأنثى).
هل تشاهد جبل أراراط على الخريطة؟ وهل تعرف كم يبلغ علوه؟ هل صعدت مرة على جبل ما؟ هل تعرف أعلى جبل في العالم؟
إنه جبل أفرست، الذي يبلغ علوه 8848 م وهو واقع في سلسلة جبال همالايا أما الآن فسنتحدث عن جبل مذكور في الكتاب المقدس. ربما عرفته سابقاً. إنه جبل أراراط. نسميه أيضاً جبل النجاة. يخبرنا الكتاب المقدس، في سفر التكوين الأصحاح 6 إلى 9 عن حادثة مثيرة. اقرأها بانتباه قد أصبح الناس أشراراً لأنّ أفكار قلوبهم فسدت وأعمالهم صارت شريرة جداً. لم يخافوا الله ولم يسألوا عما يريده، بل عمل كل واحد حسب إرادته. فغضب الله على البشر، وقال: «أمحو عن وجه الأرض الإنسان مع الحيوانات وطيور السماء». يا ويلنا إن لم يكن الله معنا.
هل فكرت مرة إذا كان الله معك فعلاً؟ أو هل تفصلك عنه أعمال سيئة يحزن بسببها؟ كان نوح رجلاً تقياً يسير مع الله، وكان الله مسروراً منه. ونقرأ في الكتاب المقدس أن نوحاً كان رجلاً باراً لم يجد الله فيه لوماً. فعاش في اتصال دائم مع الله وبارك الله نوحاً بثلاثة أبناء هم: سام، حام ويافث. وكان الأبناء الثلاثة متزوجين. تألّفت عائلة نوح من ثمانية أشخاص. لماذا كان الله مع نوح؟ هل تقدر أن تجيب على هذا السؤال؟ قد أمر الله نوحاً أمراً غريباً: «اصنع لنفسك فلكاً، لأنني آت بطوفان على الأرض لأهلك كل مخلوق على وجه الأرض، لأن الإنسان قد فسد وأصبح شريراً جداً». خطط الله أن يتألف الفلك من ثلاثة طوابق مع طاقة (فتحة) تحت السطح ومن باب واحد حتى لا يتسرّب الماء إليه. يا ترى ما هو الفلك؟ إنه سفينة كبيرة تحتوي على غرف كثيرة. وهو مدهش فعلاً: فطوله 133 م وعرضه 22 م وعلّوه 13 م. إنه ضخم جداً، فلا أحد يقدر أن يتصوّر حجمه الكبير. ويحتاج هذا الفلك إلى مواد كثيرة لبنائه.
أي مواد احتاجها نوح لبناء الفلك؟ لماذا كان يجب على نوح أن يبني الفلك؟
اشتغل نوح وأبناؤه ليلاً نهاراً لصنع الفلك. فكان عملاً صعباً ومتعباً. أما الناس حولهم فلم يساعدوهم، بل على العكس، استهزأوا بهم وقالوا: «أنظروا هذا الأحمق، إنه يصنع سفينة ضخمة على أرض ناشفة، وعلى هضبة، وليس البحر بقريب أو حتى ببعيد. ها ها، إنه أهبل وأحمق». أما نحن فنعرف أنّ نوحاً صنع الفلك بأمر من الله. وأعماله تشهد بأنه أطاع الله. لأي فريق تنتمي أنت؟ للذين يستهزئون أو هل أنت مع الذين يطيعون كلمة الله فوراً؟
كان الفلك جاهزاً بعد وقت قليل بغرفه الكثيرة. فمن يدخل ويسكن فيه يا ترى؟
قال الله لنوح: «يجب أن تدخل أنت وزوجتك وأبناؤك ونساؤهم إلى الفلك. وأحضر معك المؤونة من المواد الغذائية ليس لك ولعائلتك فقط، بل أحضر أيضاً علفاً للحيوانات التي ستدخلها معك إلى الفلك. من كل أجناس الحيوانات التي على وجه الأرض زوجا واحداً ذكراً وأنثى. وأيضاً من أجناس الطيور فيكون الفلك لها ملجأ». أطاع نوح الله وعمل بكل ما أمره به. وتقدمت الحيوانات اثنين اثنين ودخلت الفلك. عندما أصبحت عائلة نوح والحيوانات داخل الفلك، أغلق الله باب الفلك بذاته. اكتب أجناس الحيوانات بقدر ما تعرف. لماذا أراد الله أن يبقيَ زوجاً واحداً من أجناس الحيوانات؟
بعدما أطمأنت عائلة نوح، وارتاحت الحيوانات داخل الفلك، هبت عاصفة قوية وتساقط المطر غزيراً جداً كالأنهار. فتفتحت كل الينابيع، وحالا بدأت المياه ترتفع. وأصبح الناس في فزع ورعب وابتدأوا يتساءلون: أكان نوح على حق؟ أين هو الآن؟ طبعاً، هو في الفلك الذي صنعه بأمر الله؟ وبدأ الصراخ يعلو: يا نوح... يا نوح... اسمح لنا أن ندخل أيضاً إلى فلكك. افتح لنا وأدخلنا... ربما صرخ الناس هكذا وهم غارقون في حالة من اليأس والرعب. كم من مرّةٍ أراد نوح أن يساعدهم. لكن الله أبقى الباب مغلقاً حتى لا يدخل كل الذين لم يؤمنوا به ولم يطيعوه. إنّ الله ذاته أغلق الباب، فلم يستطع نوح أن يفتحه. لماذا أغلق الله باب الفلك بذاته؟ أمطرت السماء أربعين يوماً واربعين ليلة دون توقف، وارتفعت المياه إلى فوق بقوة وارتفع معها الفلك. وبدأ يعلو فوق البيوت والأشجار والجبال. كانت المياه تغمر أعلى قمة بسبعة أمتار. وحدث طوفان عظيم لم يحدث مثله من قبل.
ماذا أصاب الناس خارج الفلك وكذلك الحيوانات التي بقيت على وجه الأرض؟ كانوا جميعاً يفتشون عن طريقة للخلاص وعن ملجأ لهم. ترى هل على البرج؟ أم على جبل عال؟ للأسف الشديد لا شيء استطاع أن ينقذهم. لقد غرق الكل. يا ويلهم. كان يمكن أن ينجوا من هذا الموت الرهيب لو أنهم سمعوا وأطاعوا كلمة الله. لكن الوقت قد حان وتأخرت توبتهم. فالحياة بدون الله تقود دائماً إلى الموت. هل تعرف ماذا يخبرنا الكتاب المقدس؟ بقيت المياه عالية تغمر الأرض 150 يوماً. وكانت هذه المدة طويلة بالنسبة إلى نوح وعائلته. وكم فرحوا عندما ذكرهم الله، وسدّ الينابيع وأوقف الأمطار وأرسل الرياح. وبدأت المياه تنخفض. وفجأة اصطدم الفلك؟ بشيء ما، فوقفت السفينة. ماذا حدث؟ بماذا اصطدم الفلك؟ لقد استقرّ الفلك على جبل أراراط. وقد عمل نوح حسناً عندما صنع طاقة تحت السطح فمنها كان يراقب المياه وهي تنخفض تدريجياً. وبعد فترة قليلة بدأت تظهر قمم الجبال. وبعد مضي أربعين يوماً فتح نوح النافذة وأرسل الغراب، الذي أخذ يطير متردداً حتى نشفت الأرض.
بعدئذ أرسل نوح الحمامة، لكنها رجعت إليه. من هذا عرف نوح أن الأرض لم تنشف بعد. ثم انتظر سبعة أيام، وبعدها أرسل الحمامة ثانية. هذه المرة عادت الحمامة تحمل ورقة زيتون خضراء بمنقارها. فعرف نوح أن رؤوس الأشجار ظهرت من فوق سطح الماء. كان الانتظار صعباً لنوح وعائلته حتى يخرجوا من الفلك، لأنهم كانوا في الداخل مدة سنة كاملة. ثم انتظر نوح سبعة أيام أخر وأرسل الحمامة ثالثة، وفي هذه المرة لم تعد. إنها علامة جيدة. فالأرض قد نشفت حقاً. وكان الفرح في الفلك عظيماً. ارسم صورة الفلك مع جبل أراراط ويسرنا أن ترسل لنا هذه الصورة. متى سيفتح الله باب الفلك؟ ومتى سيأمر نوحاً وخاصته أن يتركوا السفينة؟ انتظر الجميع هذه اللحظة، وكم كان صعباً عليهم ذلك الأنتظار الطويل. إلا أن الله علم الوقت الصحيح لنوح وعائلته حتى يرجعوا إلى الأرض. وأتى يوم إخراجهم من داخل الفلك. فقال الله لنوح: «اخرج من الفلك أنت وزوجتك وبنوك ونساء بنيك، وكل الحيوانات التي عندك». يا له من يوم مفرح للناس وللحيوانات. والآن عادت الحياة إلى الأرض، وكانت الحيوانات والطيور سعيدة بحريتها. فانطلقت فوراً إلى كل جهات الأرض، ورغم قلة عددها، إلا أنها تكاثرت مع الوقت. ماذا كنت تفعل لو انتظرت طويلاً في الفلك ثم حصلت على حريتك فجأة؟
ماذا عمل نوح وعائلته؟لقد شكر نوح وعائلته الله ً كثيراً لأنه خلصهم من الطوفان. إنّ طاعة الله حكمة وبركة لنا دائماً.وعبّر نوح عن شكره وبنى مذبحاً من الحجارة الكبيرة. ووضع عليه الأخشاب ثم ذبح حيوانات قرباناً لله. وكان الله مسروراً من شكر نوح له، وباركه وبارك أبناءه، ووعده بأنه لن يرسل طوفاناً آخر على الأرض، ولن يخرب كل شيء. وعلامة لهذا الوعد صنع الله قوس قزح في السحاب ليذكرك بهذا الوعد.ماذا تستطيع أنت أن تقدم لله كتعبير عن شكرك له؟ | |
|