استشهاد القديسة بربارة ويوليانة
( 8 كــيهك)
في مثل هذا اليوم استشهدت القديستان بربارة ويوليانة ، كانت بربارة إبنة رجل عظيم من إحدى بلاد المشرق يسمي ديسقورس أيام مكسيميانوس الملك أي في أوائل الجيل الثالث المسيحي ، ولشدة محبته لها بني لها برجا لتقيم فيه فرفعت القديسة بصرها إلى السماء من أعلي البرج ، وتأملت بهاء السماء وما بها من شمس وقمر وكواكب ، واستنتجت انه لابد لها من صانع قادر حكيم ، ولن يكون إلا الله تعالي هو صانعها ، وأتفق وجود العلامة أوريجانوس في تلك الجهة فعلم بخبر القديسة ، وآتي إليها وعلمها مبادئ الدين المسيحي ، وكان في الحمام طاقتان فأمرت بفتح طاقة ثالثة ، ووضع صليب علي حوض الماء فلما دخل أبوها ورأي التغيير الذي حدث ، سألها عن السبب ، فقالت له "أما تعلم يا والدي انه بالثالوث الأقدس يتم كل شئ، فهنا ثلاث طاقات علي اسم الثالوث الأقدس ، وهذه العلامة هي مثال لصليب السيد المسيح الذي كان به خلاص العالم ، فأسألك يا والدي العزيز إن ترجع عن الضلالة التي أنت فيها ، وإن تعبد الإله الذي خلقك" ، فعندما سمع أبوها هذا الكلام غضب جدا وجرد سيفه عليها ، فهربت من أمامه فركض وراءها ، وكانت أمامها صخرة انشقت شطرين ، فاجتازتها وعادت الصخرة إلى حالتها الأولى، ودار أبوها حول الصخرة فوجدها مختبئة في مغارة ، فوثب عليها كالذئب وأخذها إلى الوالي مركيانوس الذي لاطفها تارة بالكلام وأخرى بالوعد ثم بالوعيد ، ولكنه لم يستطع إن يسلبها حبها للسيد المسيح ، عند ذلك أمر بتعذيبها بأنواع العذاب ، وكانت هناك صبية يقال لها يوليانة ، شاهدت القديسة بربارة وهي في العذاب ، فكانت تبكي لأجلها ، وقد رأت السيد المسيح يعزي القديسة بربارة ويقويها ، فاستنارت بصيرتها وأمنت بالسيد المسيح ، فقطعوا رأسها وراس القديسة بربارة ، ونالتا إكليل الشهادة ، وقد هلك والدها بعد ذلك بقليل ، وكذلك هلك الوالي الذي تولي تعذيبها ، أما حوض الماء الذي عليه الصليب المقدس ، فقد صار لمائه قوة الشفاء لكل من يغتسل منه ، وجعلوا جسدي هاتين القديستين في كنيسة خارج مدينة غلاطية ، وبعد سنين نقلوا جسد القديسة بربارة إلى مصر في الكنيسة التي سميت باسمها إلى اليوم ،
شفاعتها تكون معنا
آميــــ+ـــــــــــن .