في اوائل الأربعينات من هذا القرن, كانت الأم الراهبة رفقة تسكن في قلاية تطل على خط مترو حلوان و كانت هناك اصلاحات في خط المترو المجاور للدير. وأثناء العمل قام بعض العمال بنقب سور الدير لسرقته ليلا . و كانت أمنا رفقة مستيقظة في وقت متأخر من الليل لتصلي صلاة نصف الليل و التسبحة, فسمعت ورأت ما هفعله اللصوص, و لكنها لم تعرف ما الذي يجب عليها عملة في ذلك الوقت من الليل. فما كان منها الا ان وقفت تصلي الى الله ان يحمي ديره و كنيسته.
اثناء صلاة و استنجادها بربنا يسوع سمعت أصوات اللصوص يستغيثون و ينادون على بعضهم و اكتشفت ان صوت التنقيب قد توقف.
نظرت الراهبة من النافذة فوجدت اللصوص قد تسمروا في مكانهم و في أيديهم آلات الهدم . وهم في ذعر و يستنجدون ببعضهم البعض و سمعتهم يقولون انهم فقدوا القدرة على الحركة.
استمر اللصوص في هذا الوضع فترة طويلة يصرخون و لا مجيب حتي جاء أخيرا غفير الدورية و كانت الساعة قد أصبحت الرابعة صباحا فنظر إليهم و الي آثار النقب في السور و آلات الهدم في أيديهم ففهم فورا أنهم لصوص فقال لهم: " انتم بتعملوا ايه هنا؟ " و حاول إلقاء القبض عليهم و قيادتهم الى مركز الشرطة ولكنه اكتشف انهم فاقدي القدرة على الحركة تماما و بخبرته الطويلة في العمل في منطقة الدير استنتج ان ما حدث لهم هو نتيجة لتدخل القديس صاحب الدير.
امنا رفقة التي شاهدت كل ذلك ذهبت لإخبار رئيسة الدير بما حدث, و عند بزوغ نور الصباح قرع الغفير باب الدير و طلب من الراهبات ان يأتوا برئيسة الدير لتحل هذه المشكلة و لكن الأم الرئيسة رفضت و قالت انه يجب اولا ان يراهم الناس حتي يمجدوا الله و يعلموا ان لهذا الدير من يدافع عنه.
و بالفعل عندما بدأ الناس في النزول الي الشارع و الذهاب الي أعمالهم رآهم عدد كبير من الناس و مجدوا الله كثيرا و تعجبوا كثيرا.
لا تخف من وجوههم لاني انا معك لانقذك يقول الرب ( ار 8 : 1)
في نهاية الأمر بدأ اللصوص يتوسلون الي الراهبات ان يدعوا رئيسة الدير لتنقذهم مما هم فيه ( يستطيع القارئ ان يتخيل مشاعر انسان تسمر في مكانه بينما كان يقوم بعمل مشين كالسرقة و تجمع الناس حوله و انكشف امره و هو عاجز ان يبعد حتى الذباب عن وجهه) وافقت الأم الرئيسة أخيرا و شفقت عليهم فأرسلت الى الكاهن الذي يسكن بجوار الدير كي يأتي و يصلي لهم ( لاحظ عزيزي القارئ اتضاع الأم الرئيسة و بعدها عن اي مجد ارضي و ترك الكرامة للكاهن رجل الله).
صلى ابونا الكاهن للرب ان يحل رباطهم بعد ان اعترفوا امام الجميع بتفاصيل ما حدث. فسمع الرب و حلهم من قيودهم و ذهبوا مع الغفير الي نقطة الشرطة.
بقيت هذه القصة علي لسان الكثير من سكان تلك المنطقة خاصة انهم رأوا بعيونهم ما حدث و سمعوا القصة من بدياتها من فم الصوص نفسهم.
لا تخف ايها القطيع الصغير ( لو 12:32)
بركة و صلوات امنا القديسة العذراء مريم
وشفاعة القديس البطل العظيم فلوباتير مارقوريوس ( أبو سيفين)
نصلي الى الرب ان يعيننا
ملاحظة:
هذة القصة مأخوذة بدقة عن مصادر دير الشهيد العظيم أبي سيفين للراهبات بمصر الجديدة و الكتاب الصادر عن الدير : ( سيرة الشهيد العظيم فلوباتير مارقوريوس أبو سيفين و تاريخ ديره)
B!co