عاش قديما في الإسكندرية رجل يهودي غنى جدا اسمه " فيلوكسينوس " وبجوار قصره الضخم دارت هذه المحاورة بين اثنين من الفقراء المسيحيين ...
قال الأول أنظر يا أخي هذا القصر العظيم الذي يملكه فيلوكسينوس اليهودي ، كم هو جميل وفخم هذا بسبب تبعيته لدين اليهود ، أما نحن الذين تبعنا دين المسيح فلا نملك شيئا إلا الفقر كما ترى لا فائدة لنا من أتباع الدين المسيحي ....
فقال له صديقه : " كيف تقول هذا يا أخي ......!!!!!! ماذا يفيد المال وما قيمته لدى المؤمنين بالله .... ولو تأملت حالتك ستجد انك تتمتع بخيرات كثيرة وبركات أفضل من المال ...." صحتك وسلامة أسرتك وهدوء ضميرك وانفتاح باب الكنيسة دائما أمامك وتواجد الكتاب المقدس في منزلك نورا "
فقال الرجل الأول : " دعك من هذا كله إني أريد مالا أريد نقودا " .....
وافترق الرجلان وذهب طالب المال إلى فيلوكسينوس اليهودي. وقال ( السلام يا سيدي ، لقد سمعت بخبر احتياج سيادتكم إلى خادم يعمل بالقصر . ويسعدني أن أعرض خدماتي . انه يشرفني كل الشرف أن أوجد هنا خادما مطيعا وثق يا سيدي انك لن تجد منى إلا كل إخلاص ووفاء) ..
رد اليهودي : " حسن جدا انى أراك تليق ولكن هناك مانع كبير إذ انه لا يحل لي وأنا يهودي أن أعاشر رجل غير يهوديا سمع أن كنت محتاجا للمال فلابد أن تكون على ديني .
فقال الرجل المحب للمال :" إذن أنا يهودي من الآن أنا مستعد أن أعمل كل ما تأمرني به " ....
أخذ فيلوكسينوس هذا الرجل إلى مجمع اليهود وأخبر الرؤساء بأمره وكيف انه اعتزم ترك المسيحية وقبول اليهودية دينا له . فسأله رئيس المجمع " أحقا تجحد مسيحك وتصير يهوديا مثلنا ؟!!
- نعم ...
- إذن قل 3 مرات بصوت مرتفع " أجحدك أيها المسيح " ....
فقالها الرجل المحب للمال ثم سأل " هل تقبلوني معكم الآن ؟ " فرد رئيس المجمع " لا لابد أن تطعن بالحربة أمامنا يسوع المصلوب بعد أن تبصق عليه وتسقيه الخل كما فعل آباؤنا من قبل ....
فسأل الرجل " وكيف ذلك يا سيدي " فقيل له " سوف نصنع لك صليبا من الخشب تعمل فيه كل هذا بعد ثلاثة أيام ". وجاء اليوم المعين ووقف محب المال في وسط مجمع اليهود وقدم إليه الرئيس صليبا من الخشب وأمره أن يبصق عليه وأن يقدم إليه الخل الممزوج بالمرارة ثم يطعنه بالحربة قائلا " طعنتك بالحربة أيها المسيح ... " فأطاع الرجل ولكن بعد طعن الصليب يالهول ما حدث .
جرى دم وماء من الصليب واستمر جريانهما حتى بلغا أرض المكان ... أما الرجل الجاحد منكر مسيحه فقد سقط ميتا يابسا كالحجر وخاف الحاضرون خوفا شديدا ...... وصاحوا قائلين :" واحد هو اله النصارى نحن مؤمنون به .... " ثم أخذوا من الدم ومسحوا عيونهم ووجوههم لأخذ البركة ....أما الغنى فيلوكسينوس فقد انتهزها فرصة عظيمة وأخذ من الدم ودهن وجه ابنته العمياء فأبصرت على الفور فازداد ثباتا في الإيمان المسيحي وآمن هو وأهل بيته وكثيرون آخرون من اليهود ....وابلغ الخبر إلى أبونا البطريرك البابا ثاؤفيلس الـ23 فاصطحب ابن أخته الأب كيرلس ( الذي صار بابا للكنيسة فيما بعد ) وجماعة من الكهنة والشعب وذهبوا إلى مجمع اليهود ورأوا الصليب والدم والماء وأخذ منه وتبارك وبارك الشعب أيضا ثم قال " ارفعوا الدم المتجمد من على الأرض وضعوه في إناء نظيف ليصبح مصدر بركة لمن يستعملونه بإيمان ...."أما هذا الصليب فليحمل إلى الكنيسة وليوضع دائما أمام الشعب تذكارا لهذا الحادث العجيب ليعرف الجميع أن مسيحنا لا يموت وليعرف الناس مصير الذي ينكر يسوع حبا في أي شيء أرضى أما اليهود الذين آمنوا فقد عمدهم البابا وعاد الجميع إلى مساكنهم في غاية من الفرح والسرور .
بركة الصليب المقدس تكون معنا وتحرسنا آمين ....
B!co