(أين إذاً آمالى من يعاينها" (أى 17:15
سر الحياة
كان هناك فتاه من مدينة أسوان اصيبت بمرض عضال فى جسمها
افقدها القدرة على الحركة والحس فأقعدها طريحة وطرحها قعيدة.
وبعد ان كشف عليها الطبيب اعلمهم
انه ليس هناك أمل فى الشفاء ..
وعرفهم انه لاطب لها ولا تطبيب:
فإنذرفت الدموع من الأب والأم وهما يقولان :
"الطب قال لا لكن أنت يارب ماتقولش لا"
نعم .. ان كان ليس هناك أمل فى الشفاء عند الأطباء
فهناك أمل فى الشفاء عند السماء..
وأقلعت العربة مسافرة تجاه الفيوم وحملوا الفتاة المقعدة ووضعوها
بجوار جسد القديس الأنبا إبرام .
ودخلت الأم الكنيسة تبكى ، اما الأب فإنتحب بمفرده على
ابنته الشابة المقعدة التى طرحها المرض وهى فى ربيع عمرها
وريعان شبابها..
بكت الفتاه بحرقة أمام جسد القديس تعاتبه وتطالبه .
ثم نامت نوماً عميقاً،، فشاهدت العذراء مريم وبرفقتها
القديس الأنبا إبرام فطلبت منهما طلب واحد
هو ان تساعدها قدماها للذهاب الى دورة المياه،،
حتى لاتعانى ولا تتسبب فى معاناه غيرها ،
فلمس القديس قدميها فهبت صارخة بصرخة مدوية
أزعجت من حولها..
واحست بتيار يسرى فى كيانها وقامت على قدميها ..
وهرعت الى حيث تنحنى امها مصلية باكية ،
تشارك زفراتها تنهداتها وتختلط دموعها مع تضرعاتها..
ثم نادتها ، فلما رأت الام ابنتها واقفة بجوارها اصابها دوار
فغشى عليها ، وجاء الاب واختلطت البسمة بالدمعة.
أخوتى :
قال حكيم:" يستطيع الانسان ان يعيش 40 يوم بدون طعام
و3 ايام بدون ماء ولكنه لا يستطيع ان يعيش لحظة واحدة بدون
أمــــــــل
أطلب من الله ان يعطيك أملاً..
لو جميع بنى البشر قالوا لك : لايوجد أمل اصرخ من عمق قلبك
قائلاً
لكن أنت يارب ماتقولش لأ
الحياه والأمل
رسم فنان صورة لفتاه عمياء حافية القدمين تجلس وحيدة وهى
تبكى بكاءً مراً لأنها تتألم من اشواك هذة الحياه فى جو مبلد بالغيوم
والعواصف وهى تعزف على قيثارة تحطمت جميع اوتارها
إلا وتراً واحداً ،، ويلوح انها عند بدء الفجر
وقد أطلق الرسام على هذة الصورة اسم
(الأمـــــــل)
أصدقائى
ان كثيرون فى هذة الدنيا تحطمت أوتار قيثارة حياتهم ولم يبق
لهم إلا وتراً واحداً هو وتر الأمل فى الحياه الأفضل
والرجاء فى المجد الخالد.
ففى هذا الأمل مفتاح الغد السعيد والإيمان السعيد
هو مفتاح القلب الحزين..
ان الامل صامد واثق قوى لا تزعجه الرياح ولا تقلقله الغيوم.
فما دام هناك وتر واحد سليم ، فإن الايمان يبعث فيه احلى الانغام
وللأمل جناحين لا يستطيع بدونهما ان يحلق فى أجواء آمنة،
هذان الجناجين هما: جناح العقل وجناح الإيمان.
وهناك فرق كبير بين الأمل وأحلام اليقظة فالأمل ينطلق من اسباب حقيقية وقواعد قائمة أما الاحلام فلا قواعد لها ولا اسباب ،
فهى تهيم بلا ضوابط وتجمح بلا حدود .
ان الأمل يحلق بنا فى اجواء آمنة ..
اما الاحلام فتحلق بنا فى اجواء خطرة،
الآمال العاقلة ترفعنا فوق جناح العقل الى آفاق الحق المشرقة،
اما الاحلام الجامحة فتذوب فى حرارة الحقيقة وتسقط فى بحور اليأس.
الامل هو الانتظار المملوء بالإيمان والترقب والثقة بأن مانرغب فيه
سيحدث حتماً مهما طال الزمن،
فإذا انتزعنا من الامل هذا اليقين لايتبقى منه سوى الانتظار الملل
المثير القلق، فاذا كان العقل هو الجناح الذى يحفظ الامل من
الجنوح فى متاهات الخيال ، فإن الإيمان هو الجناح الذى يحفظ
الامل من السقوط فى دوامات اليأس ...
ان الايمان هو القنطرة التى نعبر عليها فوق كل شلالات الحياه العاصفة
قال احد لايمرض الأمل مادام الايمان بصحة جيدة)
ان الامل هو الرباط الوحيد الذى يحفظ القلب من الإنكسار واليأس
ان الله يفتح امامك ابواب الامل فى حياتك ويعطيك الرجاء الممتد الى آفاق الابدية.. لا تسمح بضياع كلمة الأمل وفقدان معنى الرجاء من قاموس حياتك ..
ما أتعس الانسان الذى يحيا بلا أمل..
لكن الأتعس منه الذى يموت بلا رجاء
ألا تتفق معى فى ان نجوم السماء تبدوا أكثر لمعاناً وجمالاً فى شدة الظلام... اذاً لابد وان تتمسك بالأمل
(الأمل حصانة ضد القلق وعلاج للأرق